معروف أن الأندلسيين جاؤوا إلى تونس من إسبانيا و لكن نريد تحديد الجهة الإسبانية التي قدموا منها و الأدلّة على ذلك كثيرة نذكر منها البعض فقط .
الدليل الأول وهو أن الرحالة توماس ماركوس زار تستور عام 1631 م و قال أن أغلب المورسكيين الذين جاؤوا إلى تونس و تحديدا إلى تستور و بعض المناطق الأخرى مثل قلعة الأندلس و زغوان بالشمال التونسي و مجاز الباب هم أصلا من قشتالة و أرغون من إسبانيا .
أما الدليل الثاني فيظهر من خلال الأشكال المعمارية بالجامع الكبير الذي بناه الإسباني محمد تغرينو بعد قدوم الفوج الثاني من الأندلسيين و أصبح الجامع الأول بالرحيبة لا يسع للمصلين و أيضا جامع سيدي عبد اللطيف .
فقد وقع الإعتماد بالأساس في بناء هذين الجامعين على الآجر البارز لتزويق المحراب تماما كماهو معمول به في طليطلة و سرقوسة وهي كذلك دليل إثبات على بصمات الأراقونيين .
إذا ليس غريبا أن يسند للجامع الكبير و لأحد الأحياء بتستور لقب تاغاريمو أو التغرين نسبة إلى الثغريين و هم سكان الحدود بين الأندلسيين المسلمين المقيمين بالجنوب الإسباني والمسيحيين القاطنين بالشمال .
الدليل الثالث هو نسخة من صحيح البخاري موجودة ضمن مخطوطات الجامع الكبير لأحد الثغريين من بلنسية وهو المسمى محمد بن محمد بلنسين الطغري .
و الدليل الآخر يشير إلى أن الشاعرو الناشر الإسباني خوان بيريث ولد في طليطلة و عاش في تستور عام 1637 م واسمه آنذاك العربي ابراهيم الطيبي.
المرجع:
تستور وثائق و دراسات للأستاذ احمد الحمروني طبعة1 تونس 1996-
و إلى اليوم ليست هناك أدلّة تشير إلى اللغة التي يستعملها الإسبان غير لغتهم الأصليّة وهي الإسبانيّة .
أمّا اللغة العربية فقد جاء بها الوسلاتيّون إلى تستور مع رحيلهم عام 1690 م لتنتشر بسهولة بين السكّان المسلمين
و اليهود.